الخميس، 15 نوفمبر 2012

حــان لهذا القلب أن ينسحب




أخذنا موعداً في حي نتعرف عليه لأول مرة
جلسنا حول طاولة مستطيلة لأول مرة
ألقينا نظرة على قائمة الأطباق
ونظرة على قائمة المشروبات
ودون أن نلقي نظرة على بعضنا
طلبنا بدل الشاي شيىء من النسيان
وكطبق أساسي كثير من الكذب

***
وضعنا قليلاً من الثلج في كأس حبنا
وضعنا قليلاً من التهذيب في كلماتنا
وضعنا جنوننا في جيوبنا
وشوقنا في حقيبة يدنا
لبسنا البذلة التي ليست لها ذكرى
وعلقنا الماضي مع معطفنا على المشجب
فمر الحب بمحاذاتنا من دون أن يتعرف علينا

***
تحدثنا في الأشياء اللتي لاتعنينا
تحدثنا كثيراً في كل شيىء وفي اللاشيىء
تناقشنا في السياسة والأدب
وفي الحرية والدين..وفي الأنظمة العربية
اختلفنا في أمور لاتعنينا
ثم اتفقنا على أمور لاتعنينا
فهل كان مهماً أن نتفق على كل شيىء
نحن اللذين لم نتناقش قبل اليوم في شيىء
يوم كان الحب مذهبنا الوحيد المشترك

***
اختلفنا بتطرف
لنثبت أننا لم نعد نسخة طبق الأصل عن بعضنا
نتاقشنا بصوت عالٍ
حتى نغطي على صمت قلبنا
اللذي عودناه على الهمس
نظرنا إلى ساعتناكثيراً
نسينا أن ننظر إلى بعضنا بعض الشيىء
اعتذرنا
لأننا أخذنا من وقت بعضنا الكثير
ثم عدنا وجاملنا بعضنا
بوقت إضافي للكذب

  ***
لم نعد واحداً صرنا اثنين
على طرف طاولة مستطيلة كنا متقابلين
عندما استدار الجرح
أصبحنا نتجنب الطاولات المستديرة
الحب أن يتجاور اثنان لينظرا للأتجاه نفسه
لا أن يتقابلا لينظرا إلى بعضهم البعض

***
تسرد علي همومك الواحد تلو الآخر
أفهم أنني ماعدت همك الأول
أحدثك عن مشاريعي
تفهم أنك غادرت مفكرتي
تقول أنك ذهبت إلى ذالك المطعم اللذي..
لاأسألك مع من
أقول أني سأسافر قريباً
لاتسألني إلى أين

***
فليكن..
كان الحب غائباً عن عشائنا الأخير
ناب عنه الكذب
تحول إلى نادل يلبي طلباتنا على عجل
كي نغادر المكان بعطب أقل
في ذالك المساء
كانت وجبة الحب باردة مثل حسائنا
مالحة كمذاق دمعنا
والذكرى كانت مشروباً محرماً
نرتشفه بين الحين والآخر..خطأً

***
عندما ترفع طاولة الحب
كم يبدو الجلوس أمامها أمراً سخيفاً
وكم يبدوا العشاق أغبياء
فلم البقاء
كثير غلينا كل هذا الكذب
إرفع طاولتك أيها الحب
حان لهذا القلب أن ينسحب... 


للرائعة : أحلام مــــستغانمي .

هناك تعليق واحد: